السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا اظن ان منكم احدا يجهل صاحب مذهب في الاسلام هو الامام محمد بن ادريس الشافعي رحمة الله عليه
لم يكن متمكنا من الدين فقط !! بل كان حكيما في شعره !!!
فوالله لم ارى شعرا كشعره وحكمة كحكمه
بختصار انه ترك لنا حكم نحيا بها فأحياه الله بالفردوس بإذنه
وهذه بعض اشعاره انقلها لكم..
قال:
مَــا حَــكَّ جِلْدَكَ مِثْلُ ظُفْرِكَ فَتَوَلَّ أنــتَ جميعَ أَمْـــرِكَ
وقال:
مَـــا طَــارَ طَــيرٌ وَارتَفَع إلاَّ كَـمَا طَـــارَ وَقَــــع
وقال:
ضَــاقَتْ فَلَمَّا اسْتَحْكَمَتْ حَلَقَاتُهَا فــرَجَتْ وكُنْتُ أَظُنُّهَا لا تُفْرَجُ
وقال:
نَـعيبُ زَمَــانَنَا وَالعَيبُ فـيـنَا وَمَــا لِزَمَانِنَا عَـــيبٌ سِوَانَا
وقال أيضاً:
وَعَـينُ الرِّضَا عنْ كُلِّ عيبٍ كَلِيْلَةٌ وَلَكِنَّ عينَ السُّخْطِ تُبدِي المَسَاوِيَا
وقال رحمه الله:
تَغَرَّبْ عَنِ الأوطانِ في طَلَبِ العُلا وَسَافِرْ فَفِي الأسفارِ خمسُ فَوَائِد
وغير ذلك كثير..
ومن ذماذج أشعاره رحمه الله :
إذَا رُمْتَ أَنْ تَحيَا سليمًا مِنَ الرَّدَى *** وَدِينـُكَ مَوفُورٌ وَعِرْضُكَ صيّنُ
فَلا يَنطِقَن مِنْكَ اللســان بِسَوءةٍ *** فَــكلكَ سَوْءَاتٌ وللنَّاسِ أَلْسُنُ
وَعَيْنَاكَ إِنْ أَبْدَتْ إِلَيْكَ مَعَـايبًــا *** فَدَعْهَا، وَقُلْ يَا عَيْنُ للنَّاسِ أَعْيُنُ
وَعَاشِرْ بِمَعْرُوفٍ وَسَامِحْ مَنِ اعْتَدَى *** وَدَافِـعْ وَلَكِنْ بِالَّتِي هِيَ أحْـسَنُ
---------
كـَمْ ضَاحِكٍ والمَنَايَا فَوْقَ هَامَتِهِ *** لَوْ كَانَ يَعْلَمُ غَيبًا مَاتَ مِنْ كَمَدِ
مَنْ كَانَ لَمْ يُؤْتَ عِلْمًا فِي بَقَاءِ غَدٍ *** مَـاذَا تَفَكُّرُهُ في رزق بعد غَدِ
---------
عفُّوا تَعِف نساؤكم في المحرم *** وتجنبوا مـــالا يليق بمسلم
إن الزنــا دَيْن فإن أقرضته *** كان الوفاً من أهل بيتك فاعلم
---------
يا هاتكاً حُرَمَ الرجال وقاطعاً *** سُبُلَ المَوَدَّةِ عِشْتَ غَيْرَ مكرمِ
لو كنتَ حرًّا من سُلالَة مَاجدٍ *** مَـا كنتَ هتّاكًا لِحُرْمَةِ مُسْلِمِ
مَن يَزْنِ يُزن به ولو بِجِدَارِهِ *** إِنْ كُنْتَ يَــا هَذا لبيبًا فَافْهَمِ
---------
الدَّهْرُ يَـومَانِ ذَا أمْنٍ وذَا خَطَرٍ *** والعيشُ عيشانِ ذا صفو وذا كدرُ
أَمَا تَرَى البحرَ تَعلُو فوقه جِيَفٌ *** وتَسْتَقِرُّ بأقْصَى قـــاعِهِ الدُّرَرُُ
وفِـي السَّمَاءِ نجومٌ لا عدادَ لَهَا *** وليس يُكسَفُ إلا الشمس والقـمر
---------
أخي لـن تنال العلمَ إلا بستةٍ *** سَأُنْبيكَ عـن تفصيلها ببيانِ
ذكاءٌ وحرصٌ واجتهادٌ وبَلْغَةٍ *** وصحبةُ أستـاذٍٍ وطولُ زمانِ
---------
لم يفتأ الناسُ حتى أحدثوا بدعاً *** في الدين بالرأي لم يبعث بها الرسلُ
حتى استخف بحق الله أكثرُهم *** وفي الـذي حملوا من حقه شُـغُـلُ
---------
علــمي معي حيثما يَمَّمْتُ ينفَعُنِي *** قلبي وعــاءٌ لـه لا بطن صنـدوقِ
وإذا كنتُ في البيت كان العلمُ فيه معي *** أو كنتُ في السوقِ كان العلمُ في السوقِ
---------
أحـبُ الصالحينَ ولستُ منهم *** لعَلِّـي أنْ أنَـالَ بهم شَفَاعَةْ
وأكـره مَن تِجَارتُهُ المعاصي *** ولـو كنَّا سواء في البِضاعة
---------
وبالأخير نختم بقصة ..
روى ياقوت الحموي فقال: بَلَغَنِي أن رجلاً جاء الشافعي برقعة فيها:
سَلِ المفتي المكي من آلِ هاشمٍ *** إذا اشتَدَّ وَجْدٌ بامرئٍ مَاذَا يَصْنَعُ
قال: فكتب الشافعي تحته:
يُـــدَاوي هَوَاهُ ثم يَكتُمُ وَجْدَهُ *** ويَصْبِرُ في كُلِّ الأمورِ وَيَخْضَعُ
فأخذها صاحبها وذهب بها، ثم جاء وقد كتب:
فكيفَ يُدَاوِي والهَوَى قَاتِلُ الفتى *** وفـي كُلِّ يـومٍ غُصَّةً يتجـرعُ
فكتب الشافعي -رحمه الله تعالى-:
فإنْ هُوَ لم يَصبِرْ عَلَى مَا أَصَابَهُ *** فَلَيْسَ لَهُ شَيءٌ سِوَى المَوْتِ أنْفَعُ
-----------
- موسوعة المورد الحديثة- 1995
- من ديوان الإمام الشافعي